الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
فمن قرأ اللائي على وزن اللاعي فهو القياس على الأصل وهو جمع التي على غير اللفظ ومن قرأ اللاء على وزن اللاع فإنه اكتفى بالكسرة على الياء لأن الكسرة تنوب عن الياء قال الشاعر: ومن ترك الهمز فإنما تركه للتخفيف وهذه لغات للعرب.قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو تظهرون بغير ألف وتشديد الظاء وقرأ حمزة الكسائي تظهرون بفتح التاء وتخفيف الظاء وقرأ ابن عامر تظاهرون بالألف والتشديد.والمعنى في تظهرون وتظاهرون وتظاهرون واحد أصله كله من الظهر لأن الذي يتظهر من امرأته إنما قال لها أنت علي كظهر أمي فمن قرأ تظهرون فالأصل تتظهرون فأدغم التاء في الظاء وإدخال الألف وإخراجها سواء والعرب تقول ضعفت وضاعفت وعقبت وعاقبت.وقرأ عاصم تظاهرون بالألف مضمومة التاء مثل تقاتلون جعله فعلا من اثنين من ظاهر من امرأته مظاهرة وظهارا وحجتهم قوله في مصدر ظاهر الظهار.وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا 1.قرأ نافع وابن عامر وأبو بكر وتظنون بالله الظنونا والرسولا والسبيلا بالألف في الوقف والوصل.وقرأ ابن كثير والكسائي وحفص بالألف في الوقف وبغير الألف في الوصل وقرأ أبو عمرو وحمزة بغير الألف في الوصل والوقف حجة من أثبتهن في الوصل والوقف هي أن من العرب من يقف على المنصوب الذي فيه الألف واللام بألف فيقولون ضربت الرجلا وفي الخفض مررت بالرجلي وأخرى أنهن رءوس آيات فحسن إثبات الألف لأن راس آية في موضع سكت وقطع للفصل بينها وبين الآية التي بعدها وللتوفيق بين رءوس الآي قال الشاعر: والحجة الثالث اتباع المصحف قال أبو عبيد رأيت في الذي يقال إنه الإمام مصحف عثمان الألف مثبتة في ثلاثتهن ومن حذف الألف في الوصل وأثبتها في الوقف قال جمعت قياس العربية في ألا تكون ألف في اسم فيه الألف واللام واتباع المصحف في إثبات الألف فاجتمع لي الأمران.ومن حذف الألف في الوصل والوقف احتج بان التنوين لا يدخل مع الألف واللام فلما لم يدخل التنوين لم تدخل الألف لأن الألف مبدلة من التنوين قال اليزيدي وليس أحد يقول دخلت الدارا.{ياأهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا} قرأ حفص لا مقام لكم أي إقامة لكم تقول أقمت في البلد مقاما وإقامة وهو المكث والمقام يحتمل أمرين يجوز أن يكون موضع إقامتكم وهذا أشبه لأنه في معنى من فتح فقال لا مقام لكم أي ليس لكم موضع تقومون فيه ويحتمل لا مقام لكم أي لا إقامة لكم.وقرأ الباقون لا مقام لكم بالفتح المعنى لا مكان لكم تقومون فيه.ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لأتوها 14قرأ نافع وابن كثير ثم سئلوا الفتنة لأتوها بقصر الألف أي سئلوا فعل الفتنة لأتوها لفعلوها.قال الزجاج قوله لأتوها أي لقصدوها.وقرأ الباقون لآتوها بالمد أي لأعطوها أي لم يمتنعوا منها وحجتهم قوله ثم سئلوا الفتنة فالإعطاء مع السؤال حسن أي لو قيل لهم كونوا على المسلمين مع المشركين لفعلوا ذلك وقال الحسن لو دعوا إلى الشرك لأجابوا وأعطوها والفتنة الشرك.لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة 21قرأ عاصم أسوة حسنة بضم الألف حيث كان.وقرأ الباقون بكسر الألف وهما لغتان ومعنى أسوة أي قدوة تقتدون بها حيث خرج بنفسه إلى قتال أعداء الله.يضعف لها العذاب ضعفين 3.قرأ أبو عمرو يضعف لها العذاب بالياء والتشديد العذاب رفع على ما لم يسم فاعله وكان أبو عمرو يقول إنما اخترت التشديد في هذا الحرف فقط لقوله ضعفين.وقرأ ابن عامر وابن كثير نضعف بالنون وتشديد العين وكسرها الله عز وجل يخبر عن نفسه العذاب نصب لأنه مفعول به.وقرأ نافع وأهل الكوفة يضاعف بالياء والألف العذاب بالرفع العرب تقول ضاعفت وضعفت لغتان.ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما 31قرأ حمزة والكسائي ويعمل صالحا يؤتها بالياء فيهما وقرأ الباقون بالتاء نؤتها بالنون وحجتهم في قوله تعمل بالتاء هي أن الفعل لما تقدمه قوله منكن أجروه بلفظ التأنيث لأن تأنيث منكن أقرب إليه من لفظ من وحجة من قرأ يعمل بالياء إجماع الجميع على الياء في قوله من يأت منكن ومن يقنت فردوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه.وأما من قرأ بالياء فإنه حمل الكلام على لفظ من دون المعنى ومن قرأ بالتاء فإنه حمل على المعنى دون اللفظ لأن معنى من التأنيث والجمع ومما يقوي قول من حمل على المعنى فأنث اتفاق حمزة والكسائي معهم في قوله نؤتها فحملا أيضا على المعنى ولو كان على اللفظ لقالوا نؤته فكذلك قوله وتعمل كان ينبغي أن يحمل على المعنى وحجة من قرأ نؤتها بالنون هي أن الكلام جرى عقيبه بلفظ الجمع وهو قوله وأعتدنا لها رزقا كريما فأجراه على لفظ ما أتى عقيبه ليأتلف الكلام على نظام واحد.وحجة من قرأ يؤتها بالياء هي أن الكلام جرى عقيب الخبر من الله في قوله ومن يقنت منكن لله ورسوله فكان قوله يؤتها بمعنى يؤتها الله لمجيء الفعل بعد ذكره.وقرن في بيوتكن 33قرأ نافع وعاصم وقرن في بيوتكن بفتح القاف وهذا لا يكون من الوقار إنما هو من الاستقرار قال الكسائي العرب تقول قررت بالمكان أقر فيه لغتان بكسر الراء وفتحها.واصله واقررن مثل اعضضن فحذفوا الراء الأولى لثقل التضعيف وحولوا فتحتها إلى القاف وحذفوا الألف أيضا لأن القاف تحركت فصار وقرن كما قال هل أحست صاحبك أي هل رأيت والأصل هل أحسست.وقرأ الباقون وقرن بكسر القاف احتمل أن يكون من الوقار تقول وقر يقر والأمر منه قروا وللنساء قرن مثل عدن وكلن مما تحذف منه الفاء وهي واو فيبقى من الكلمة علن وإن كان من القرار فيكون الأمر اقررن فيبدل من العين الياء كراهة التضعيف كما أبدل في قيراط ودينار فتضمر لها حركة الحرف المبدل منه ثم تلقى الحركة على الفاء فيسقط همزة الوصل لتحرك ما قبلها فتقول قرن كما يقال من وصل يصل صلن والأصل اوقرن فحذفت الواو لأنها وقعت بين كسرتين واستغنيت عن الألف لتحرك القاف فصار قرن على وزن علن ويحتمل أن يكون من قررت في المكان أقر.وإذا أمرت من هذا قلت واقررن بكسر الراء الأولى فالكسر من وجهين على أنه من الوقار ومن القرار جميعا.وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم 36قرأ عاصم وحمزة والكسائي أن يكون لهم الخيرة بالياء لأن تأنيث الخيرة غير حقيقي وهي معنى الخيار وحجتهم إجماع الجميع على قوله ما كان لهم الخيرة ولم يثبتوا علامة التأنيث في كان.وقرأ الباقون أن تكون لهم بالتاء لتأنيث الخيرة وقد سقط السؤال والكلام محمول على اللفظ لا على لمعنى.ولكن رسول الله وخاتم النبيين 4.قرأ عاصم وخاتم النبيين بفتح التاء أي آخر النبيين لأنه لا نبي بعده صلى الله عليه.وقرأ الباقون وخاتم النبيين بكسر التاء أي ختم النبيين فهو خاتم.ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء 51قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر ترجيء من تشاء بالهمز وقرأ الباقون بغير همز وهما لغتان أرجأت وأرجيت.قرأ نافع في رواية ورش تووي بترك الهمزة وقرأ الباقون بالهمز فإن سأل سائل فقال أبو عمرو ترك الهمزة الساكنة نحو يومنون فهلا ترك الهمزة في تووي فقل إن أبا عمرو ترك الهمزة في يومنون تخفيفا فإذا كان ترك الهمزة أثقل من الهمزة لم يدع الهمزة ألا ترى أنك لو لينت تووي لالتقى واوان قبلهما ضمة فثقلت.لا يحل لك النساء من بعد 52قرأ أبو عمرو لا تحل لك النساء بالتاء أي جماعة النساء.وقرأ الباقون لا يحل بالياء أي جمع النساء والنساء تدل على التأنيث فيستغنى عن تأنيث يحل.إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إنه 53قرأ حمزة والكسائي غير ناظرين إناه بالإمالة وحجتهما أنه من ذوات الياء من أنى يأني إذا انتهى نضجه والهاء كناية عن الطعام وقرأ الباقون بالتفخيم لأن الياء قد انقلبت ألفا والأصل إنيه فقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها وغير ناظرين نصب على الحال أي غير منتظرين نضجه.إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلوا السبيلا والعنهم لعنا كبيرا 67 و68 قرأ ابن عامر إنا أطعنا ساداتنا بالألف وكسر التاء جعله جمع الجمع لأن سادة جمع سيد وسادات جمع الجمع فسادة جمع التكسير يجري آخره بوجوب الإعراب ومن قرأ ساداتنا فهي جمع السلامة نصب لجره والتاء مكسورة في حال النصب كقوله أن السموات وقال بعض النحويين سادة جمع سائد مثل قائد وقادة وهي جمع التكسير وليس بجمع سيد لأن السيد يجمع سيدين مثل ميت تقول في جمعه ميتون وأموات كما قال إنك ميت وإنهم ميتون وقال أموات غير أحياء وسائد وسيد بمعنى واحد وسيد أبلغ في المدح.وقرأ الباقون سادتنا بغير ألف وفتح التاء جمع سيد وقد ذكرنا.قرأ عاصم والعنهم لعنا كبيرا بالباء أي عظيما فالكبر مثل العظم والكبر وصف للفرد كالعظم.وقرأ الباقون كثيرا بالثاء أي جما فالكثرة اشبه بالمعنى لأنهم يلعنون بمرة بعد مرة وقد جاء يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. اهـ.
|